العقل العربي والفضاء من الأكثر تعقيدا؟
ترى هل يمكن أن يكون العقل العربي أكثر تعقيدا من الفضاء؟
على وقع الإنجاز العلمي المبهر الذي تحقق، أدون هذا المقال،
مؤخرا تمكن العلماء الأمريكيون من تحقيق شيء كان بالأمس يعد مستحيلا، وهو: تصوير الثقب الأسود، كأني بالقارئ والمتابع الآن يقول: وما شأننا بالثقوب مهما كانت ومهما كان لونها وحجمها؟، غير أن هذا الإنجاز يجعلنا نضع محاكاة بين التحدي الذي واجهه العلماء قبل تحقيق هذا الاستكشاف،
وبين التحديات التي يواجهه الغرب عامة في ليبيا و اليمن و العديد من بُؤَر التوتر عبر العالم... لأن إمكانيات العالم الغربي الفكرية هي نفسها في جميع القضايا، سواء أكانت علمية أم سياسية أم اقتصادية...، و هذا يضعنا في حيرة عظيمة، إذ كيف ينجحون في تحقيق معجزة فلكية كانت تصنف إلى الأمس القريب ضمن المستحيلات العلمية و يكتفون في أمرها بالنظرية النسبية لـ "أنشتاين"، فيما يعلنون فشلهم أمام الأزمات السياسية الأقل تعقيدا من سبر الفضاء الشاسع والمعقد، فلا الأمم المتحدة نجحت في إطفاء غضب الليبيين
ولا أوروبا استطاعت إقناعهم بوضع السلاح جانبا و الجلوس إلى طاولة الحوار، و لا الإتحاد الإفريقي أقنعهم بأن ما فعلوه ويفعلونه بوطنهم من خراب لم يتحقق حتى في عهد الاستعمار ... ترى هل من الممكن أن يكون العقل العربي أكثر تعقيدا من الفضاء ؟ أم أن لغة المصالح هي من ترجح كفة الميزان؟
للإجابة على السؤالين لا بد من معالجة قضية مهمة تمس المسلمَ على وجه العموم والعربيَّ على وجه الخصوص، وضمن الطرح سيكون الجواب أيها القارئ والمتابع.
إن الفؤاد العربيَّ خصوصا السياسي يتمتع بالجمود والركود والغلظة والقسوة، لا يعرف للرأفة عنوان، فما دام بساط السلطة والكرسي يدوم الأمن والسلام ولو ظاهريا، وإذا سحب البساط أو أريد سحبه ولو ديمقراطيا كما يُسَوَّق للمواطن أبدا لن يتحقق ذلك والمآل سيكون الدمار.
وهذا الذي نشاهده ونسمع عنه في ليبيا وسوريا وغيرهما، ينطبق على جميع العرب، فما دام أهل السلطة ينتسبون للعرب فأبدا إذا لم يكن لهم قانون السماء يحكمهم سيحل الخراب،
إن الأمة العربية اليوم مريضة سببها المشاكل التي بثَّها ونجح في ذلك مستعمر الأمس ( الغرب عموما).
كما أنني ضد كلمة المستعمر؛ لأن كلمة المستعمر تدل على طلب إعمار الأرض وإحيائها وهم إنما كانوا يخربونها ويستنزفون ثرواتها، إذن المناسب تسميته بالمُخَرِّب والمدمر.
عندما علم المخرب أن في إرسال جيشه للبلاد العربية واستنزاف ثراوتها خسارة كبيرة عمد إلى خطة ماكرة هي استعمار بصفة غير مباشرة تتمثل فيما يلي:
ــ استنزاف الثروات والتحكم في الاقتصاد والاستثمار والتعليم ودوالب الحكم.
ــ استقطاب الأدمغة وإغراؤها وإذا لم تستجب محاربتها والقضاء عليها.
ــ بيع الأسلحة بثمن خيالي للأمة العربية تحسبا لأي مناوشة ولو بين أبناء الوطن الواحد.
وكل من وقف ضد ما سبق يحارب.
في النهاية من الرابح أليس الغرب هم من يستفيدون بدون بذل جهد ولا تعب، ويبيعون السلاح الذي صُنع بيد أبناء العرب النبغاء الذين استقطبوهم وأغروهم ليدمر العرب أنفسهم بأيديهم.
هذه هي خطة الغرب وهذه هي أفكارهم، حتى لو أظهروا أسَفَهم كما يسَوِّق العبد الذلول (الإعلام) تبقى مجرد ضحك على الذقون، خدعة أطلقها الماكرون وسوَّق وصفَّق لها الإعلام وصدقها المواطن العربي، ودليل واحد يكفي، من يموِّل إسرائيل؟
لغة المصالح هي من تتحكم، ولتحقيق مصالحهم برمجوا الدمار والخراب لأمة العرب،
كما أنهم صنعوا تنظيما إرهابيا ونسبوه للإسلام من أجل الإساءة إليه؛ فهم يعلمون يقينا أنه الدين الحق وتطمئن له الفطرة البشرية ولا يستطيعون الوقوف في طريقه بقوتهم مهما كانت.
كل هذه الأسباب على اختلافها إلا أن الهدف واحد هو: النيل من الإسلام وكل من سوَّلَت له نفسه أن يحمل المِشْعَل ويقف في طريق الإسلام يُحارب ويُقهر.

التعليقات على الموضوع