نظام الجارة الشرقية يصاب بالسعار حول رئاسة لجنة القدس ويغرد خارج السرب
نظام الجارة الشرقية يصاب بالسعار حول رئاسة لجنة القدس ويغرد خارج السرب
خلقت الجارة الشرقية لتعرقل سير المنطقة وتقف في طريق المغرب، وكأن فرنسا أنجبتها عام 1962م فقط لذلك؛
بعد حرب من الكيان الصهيوني المغتصب على أبناء غزة الأحرار، وبعد سعي حثيث من أجل تهدئة الأوضاع خرجت الجارة الشرقية كعادتها تغرد خارج السرب، وكأنها تولد بعد كل محنة لتزيد الأوضاع صراعا وتأججا،
لم أظن يوما أن الحكماء يتصرفون بتهور إلا أن حكماء وعلماء الجزائر (لا أعمم) هذه المرة حادوا عن القاعدة، وبتهور جنرالاتهم تصرفوا، وفي واد الاستهزاء والاحتقار وقعوا؛
فبعد توقيع أزيد من 100 عالم وفقيه ورجل دين في دولة الجارة الشرقية على عريضة مفادها تدوير رئاسة لجنة القدس بين الدول العربية انطلقت صافرة السخرية والاستهزاء على مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث علق نشطاء فلسطينيون على المبادرة بالحماقة والتصرف الغريب من دولة أخطأت عدو القضية الفلسطينية واستهدفت دولة إسلامية في محاولة لتكريس الخلافات العربية؛ وتجديد العداء التقليدي والتاريخي الذي يظهره القادة الجزائريون للمغرب وهذه المرة حكماؤهم، وأضاف نشطاء مقدسيون أن الجزائر لا تعرف كيف تتصرف عندما تتعرض للإهانة، في إشارة إلى استبعادها من لجنة الدفاع عن القضية الفلسطينية في الأمم المتحدة، وأيضا استبعادها عن الوساطة في أزمة قطاع غزة التي تعرضت للعدوان المسلح من الكيان الصهيوني،
هذا وقد تضمنت العريضة الموقعة من علماء الدين بدولة الجارة الشرقية طلبا بجعل رئاسة لجنة القدس تخضع لنظام التدوير بين الدول العربية، مبرهنين بأن الرئاسة لا يجب أن تبقى في يد دولة أعلنت عن التطبيع؛ ليجيبهم النشطاء الفلسطينيون عبر نشر أرقام خزينة بيت مال اللجنة، والتي لا تساهم فيها الجارة الشرقية بدينار واحد، غير الشعارات (مع فلسطين ظالمة أو مظلومة) فيما يتكفل المغرب بنسبة 90٪ من ميزانيتها، كما عدَّدَ النشطاء الإنجازات المعمارية والترميمية، والمشاريع الاجتماعية المدرة للدخل التي أشرفت عليها اللجنة التي يترأسها المغرب في شخص الملك محمد السادس، كما أكدوا أيضا في تدويناتهم أن المغرب كان أول دولة دعمت غزة، بعد إرسال أطنان من المساعدات الغذائية،
هذا وقد شبه النشطاء مطلب العلماء في الجارة الشرقية بما قام به علماء إيران الشيعية، حينما اتهموا المملكة العربية السعودية بالاحتكار والسيطرة على مناسك الحج، و طالبوا بنقل الكعبة إلى طهران، أو منح إيران حق إدارتها في مكة المكرمة.
موجة السخرية هذه لم تتوقف عند المقدسيين الذين اعتبروا رجال الدين في الجارة الشرقية الموقعين على العريضة علماء سوء؛ حيث عمدوا إلى صب الزيت على النار لتزيد النيران إحراقا واشتعالا، وهي التي لم تنطفئ بعد،
فقد كان حري بهم أن يقتصروا في دورهم باعتبارهم أهل دين وحكمة أن يعملوا على إصلاح ذات البين بين الدولتين المسلمتين، بل امتد الأمر إلى نشطاء من داخل الجارة الشرقية الذين استهجنوا الخطوة، واعتبروها مجردة محاولة لمزاحمة المغرب على الريادة في المبادرات التي تهم القضية المركزية للأمة المسلمة والعربية، ويعزون أصل مطالبة العلماء الجزائريين بفتح الرئاسة أمام الدول العربية، إلى الانزعاج الكبير الذي خلفه تجاهل أمريكا للجزائر في طلب الوساطة لإنهاء الصراع الفلسطيني مع الكيان السرطاني الأرهابي، خصوصا وأن وساطة الرباط إلى جانب الوساطة المصرية كللت بالنجاح، مما يشكل نكسة جديدة لدبلوماسية الجارة الشرقية إلى جانب النكسات الأخرى في كل الملفات، خصوصا تلك التي تتزعمها المغرب.
التعليقات على الموضوع