قلمك قلمك
recent

آخر الأخبار

recent
جاري التحميل ...

الريسوني يزعزع القوة المضروبة بجلسة حوارية


جلسة حوارية كانت كافية لزعزعة عسكر دولة الطوابير



 في جلسة حوارية استطاع شاطبي العصر الدكتور أحمد الريسوني أن يزعزع قصر المرادية؛ ولأن الرجل قال حقا وجهر به من خلال نظرته المقاصدية الداعية إلى جمع الشمل تحت لواء واحد، مستندا إلى الواقع والتاريخ والشرع، فالواقع يعترف بأن كثيرا من علماء شنقيط لا زالوا يبايعون ملك المغرب، ويعلنون الولاء له، كما أن كثيرا من سكان بشار وتندوف لا زالوا يحتفظون بنقود ووثائق تاريخية تثبت انتماءهم للمغرب وتشبثهم به، وقد دعا الرجل مخالفيه إلى النقاش بعيدا عن الخلْفِية السياسية التي اصطبغ بها كثير من علماء وفقهاء الجزائر، بعد ما تجردوا من علمهم ولبسوا عمامة السياسة إرضاء لقصر المرادية، والتاريخ يشهد بما قاله الدكتور الريسوني، كما أن الشرع يدعوا إلى جمع شمل المسلمين والاكتفاء بحاكم واحد إن أمكن، وقد أفصح أحد رجالات الفقه الإسلامي في الوقت المعاصر عن إيمانه بخريطة المناضل والأستاذ علال الفاسي رحمه الله،

لكن أبواق الجزائر بما فيها من اتصف بالعلم هرب من الجدال الذي دعا إليه وعرج على عدة قضايا أخرى كالتطبيع وقضية سبتة ومليلية وغيرهما من الجزر المحتلة، وكأنهم لم يعرجوا على  صفحات تاريخهم الملطخ بالخزي والعار، أو لم يقرأوا ضمن صفحاته كيف وقف المقبور بومدين حين حاول المغرب استرجاع أراضيه من الجار الشمالي وأعلن أن جيشه وسلاحه في يد إسبانيا إن لجأ المغرب إلى الحرب، فيا ترى هل أسلمت إسبانيا وارتدت المغرب؟ أم أنهم تناسوا تلك المجازر التاريخية التي أبادت المسلمين إبان سقوط الأندلس؟ هذا المبدأ لم يمت مع المقبور بومدين، بل ورثه كل من ولج قصر المرادية وأصبح حاكما للجزائر، فهم الذين وقفوا بالأمس القريب مع إسبانيا ونددوا قبل كثير من دول أوربا بما فعله المغرب، يوم ترك الحدود بدون حراسة؛ لنعلم بأن من يحكم الجزائر لهم عقيدة النقص الباحثة عن إثبات هويتها التاريخية، فدولتهم أسستها فرنسا بجرة قلم عام 1962م، هذا التأسيس المتأخر جدا يريد حكام الجزائر أن يفرضوا من خلاله أنفسهم على الآخرين، ويدونوا به هويتهم المفقودة تاريخيا وشرعا، ثم إن التطبيع سياسيا شأن داخلي لا شأن ولا علاقة لهم به، وإن جرم شرعا وانتقده علماؤنا وأبناء وطننا كل من موقعه، والأمَرُّ من هذا هو تمويل جماعة إرهابية لقتال بلد مسلم وجار، وتقسيم أرضه، بينما يبيعون الوهم لفلسطين، ويدافعون عنهم بالشعارات والخرافات، أليس من حق الفلسطنيين الاستفادة من السلاح والمال والجيش كما يستفيد البوليزاريو؟ فماذا قدمت الجزائر لفلسطين غير الشعارات التافهة؟ وإذا ما عمدنا إلى التصنيفات المتعلقة بالمال المقدم كمساعدة لفلسطين لوجدنا المغرب وهو الذي طبع أول القائمة، بينما من يملكون الشعارات لا أثر ولا وجود لهم، لم يا ترى؟  

 ثم إن الدكتور أحمد الريسوني تكلم في جلسة حوارية كمواطن مغربي يتكلم عن وطن تربى في حضنه وعاش في كنفه، لا كرجل سلطة يمثل الدولة المغربية، ولا كمنتمي لاتحاد علماء المسلمين الهيئة التي يرأسها،

 والدليل على كون "الريسوني" ليس مدفوعا من أي جهة مغربية، هو تهجمه على التطبيع خلال إبدائه لرأيه فيه، وقوله إن المغرب لم يكن في حاجة إلى ذلك الخيار، فالمغرب إذا أراد التكلم بما يتبناه فإنه يعمد إلى ذلك عبر مؤسساته الرسمية كما فعل يوم أراد فتح  جرح سبتة  ومليلية مع مدريد إبان أزمة  الانفصالي "بن بطوش"، فقد عمدت بشكل رسمي إلى الدفع برئيس الحكومة آنذاك "سعد الدين العثماني"، ودون خجل أو تردد، وبكل جرأة وصف إسبانيا بالدولة المحتلة للثغرين و تحدث عن ملفهما، و لو أراد تكرار الأمر مع الجزائر وموريتانيا لما تردد  في ذلك.

عن الكاتب

قلمك

التعليقات


اتصل بنا

إذا أعجبك محتوى مدونتنا نتمنى البقاء على تواصل دائم ، فقط قم بإدخال بريدك الإلكتروني للإشتراك في بريد المدونة السريع ليصلك جديد المدونة أولاً بأول ، كما يمكنك إرسال رساله بالضغط على الزر المجاور ...

جميع الحقوق محفوظة

قلمك