قليل من المنطق
في مؤتمر صحفي وضع أمام اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو قنينتان غازيتان تحملان العلامة التجارية لشركة كوكاكولا العملاقة، وقنينة ماء معدني، وعندما جلس قام باستبعاد الزجاجتين الغازيَّتين، والاحتفاظ بقنينة الماء، بطريقة انفعالية فهم منها الجميع رسالة رونالدو المقصودة، (ابتعدوا عن المشروبات الغازية)
هذا التصرف من لاعب مثل رونالدو قد يراه البعض عاديا، لكنه في الحقيقة وجمن خلاله ضربة قوية جدا لشركة كوكاكولا، بحيث تراجعت أسهمها في البورصة الأمريكية من 56.10 إلى 52.20 دولاراً، وهو ما يساوي خسارة الشركة لأربعة ملايير من الدولارات، ومازالت أسهمها في الانحدار...
مجرد تمهيد نخلص منه إلى المنطق القليل مستحضرين ما دون في المقدمة أعلاه:
هذه القدرة الكبيرة لبعض الرموز على التأثير في السوق الاقتصادية الدولية، هل يُتخيل أنها ستبقى بدون توجيه وقيادة وتحكم؟
لنعد صياغة السؤال بطريقة أخرى: ألا يمكن أصلا صناعة مجموعة من الرموز الدولية، بغرض التأثير الاقتصادي (الفكري)؟
مثلاً، ألا يمكن صناعة نجوم سينما وأفلام وكرة قدم وتِنِس، للتأثير في التوجه العالمي؟ أم تعتقد أن شركات متغولة عابرة للقارات مثل كوكا كولا تلعب النرد؟
هي أسئلة نلج من خلالها إلى التصرف وردة فعل المحبين ونحلله لكن من زاوية أخرى،
ماذا لو كان هذا الرمز المؤثر دوليا هو أحد الأديان مثلاً؟ وكان لهذا الدين أتباع بالملايين؟ وكانت في هذا الدين مجموعة من الأوامر والنواهي، وهذه النواهي هي محرمات، وهذه المحرمات الدينية هي في نفس الوقت محرمات تجارية! مثل الخمر، والمخدرات، والملابس الخادشة للحياء، وبعض مستحضرات التجميل مثلا...
الآن استبدل رونالدو وغيره من المؤثرين بهذا الدين الذي يعارض مجموعة من المنتجات التجارية والفكرية والسياسية، واستبدل كوكا كولا بشركات الخمور ومؤسسات الاقتصاد والسياسة الفاسدة...
وستصل في النهاية إلى نتيجة المعادلة بنفسك، فالأمر لا يتطلب الكثير من التفكير.
ولكل أسوة فأين قدوتنا نحن؟
قليلا من المنطق
التعليقات على الموضوع