مفهوم التربية عند كانط
مفهوم التربية عند كانط
يختلف مفهوم التربية باختلاف مرجعية الفلسفة التي ينحدر منها؛ كالفلسفة الطبيعية أو المثالية أو الواقعية أو النفعية أو الوجودية، وباعتبار كانط رائدا للمدرسة المثالية الحديثة جاء تعريفه للتربية وفق هذا التوجه الفلسفي؛
إن أنسب
وأشمل مفهوم للتربية ورد في تأملات كانط هو «تنمية الاستعدادات الطبيعية لدى
الانسان تنمية هادفة ومتوازنة»[1]، ولتبين مراد كانط في هذا
التعريف وجب الوقوف على الألفاظ والعبارات المشكلة له.
1-الاستعدادات الطبيعية: يقول
كانط في تأملاته: «لا نجد المبادئ التي تقود إلى الشر في استعدادات الانسان
الطبيعية، وأن السبب الوحيد للشر هو أن الطبيعة غير خاضعة لقواعد، فلا بذرة في
الانسان إلا من أجل الخير»[2]، عندما نقرأ هذا الكلام
يتبادر إلى الذهن مباشرة أن كانط يعتبر الانسان خيرا بطبعه، إلا أن هذه الفكرة غير صحيحة على إطلاقها؛ إذ «الانسان حسب كانط خير في جانبه
العقلي، ولديه الاستعداد للخير والشر في جانبه الجسمي أو السلوكي»[3]، فالإنسان من حيث بدنه يعد
جزءا من الطبيعة[4]
التي اعتبرها كانط سببا للشر حينما لا تخضع للقواعد.
2-لدى الانسان: إن التربية هي
عملية نمو للفرد الإنساني، أي أن الانسان هو الكائن الوحيد الذي يجب تربيته كما
صرح بذلك كانط في مطلع مقدمة تأملاته.
3-تنمية هادفة ومتوازنة:
والمقصود أن أساس العملية التربوية هو النمو الصحيح للفرد الإنساني باتجاه الكمال
وذلك عبر مراحل متدرجة وهي: الرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة والانضباط في مرحلة
الطفولة المتقدمة (مرحلة التمدرس) والتعليم في المرحلة الموالية.
التعليقات على الموضوع